"ليست إبر الأوزمبك ولا التكميم".. النمر يضع النقاط على الحروف في علاج السمنة المستدام
في وقت يتهافت فيه الملايين على عمليات التكميم وإبر الأوزمبك والمنجارو كحلول سحرية للسمنة، يأتي تصريح صادم من أحد أبرز استشاريي القلب في المنطقة العربية. الدكتور خالد النمر، أستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين المعروف، أكد أن مفتاح النجاح الحقيقي في مكافحة السمنة لا يكمن في هذه الإجراءات الطبية، بل في تغيير جذري لطريقة التفكير تجاه الطعام.
الحلول الطبية الحديثة: نجاح مؤقت أم دائم؟
كشف الدكتور النمر، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عن حقيقة مقلقة تتعلق بالمرضى الذين خضعوا لعمليات التكميم أو تلقوا حقن الأوزمبك والمنجارو. فبحسب الاستشاري، فإن "بدلالة رجوع السمنة لمن استمر بنفس نمط غذائه السابق"، تُظهر الدراسات الطبية أن نسبة كبيرة من المرضى يستعيدون وزنهم الزائد بعد فترة من الإجراء الطبي إذا لم يغيروا عاداتهم الغذائية.
ما يميز تصريح النمر هو تركيزه على جذر المشكلة وليس أعراضها فقط. فالإجراءات الطبية قد تساعد في خفض الوزن مؤقتاً، لكنها لا تعالج العلاقة النفسية والسلوكية المضطربة مع الطعام. وهنا يكمن التحدي الأكبر: هل يمكن لمريض السمنة تغيير طريقة تفكيره تجاه الأكل بعد سنوات من العادات الراسخة؟
العزيمة: العامل الحاسم في معركة السمنة
أكد الدكتور النمر في تغريدته أن "هذا الحل عَقبةٌ لا يتجاوزها إلا شخصٌ ذو عزيمةٍ عالية، وقليلٌ ما هم". هذه العبارة تلخص تحدياً جوهرياً في علاج السمنة: الطريق إلى التغيير السلوكي المستدام صعب ويتطلب إرادة قوية.
خبراء التغذية والصحة النفسية يتفقون مع رؤية النمر، إذ تشير الدراسات إلى أن التغيير السلوكي المستدام يتطلب تعديلات عميقة في طريقة تفكير الشخص وتعامله مع الطعام. قد تشمل هذه التغييرات إعادة برمجة العلاقة العاطفية مع الأكل، وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية بعيداً عن الطعام، وتبني نظرة أكثر توازناً للغذاء كمصدر للطاقة والصحة وليس كوسيلة للمتعة أو التعويض العاطفي.
الحلول المستدامة: ما بعد الإجراءات الطبية
يفتح تصريح الدكتور النمر الباب لنقاش أوسع حول النهج الأكثر فعالية لمكافحة السمنة. فبينما تقدم الإجراءات الطبية مثل التكميم وإبر الأوزمبك حلولاً سريعة ومرئية، يظل التغيير السلوكي والنفسي هو الضامن الحقيقي لاستدامة النتائج.
ما يحتاجه المرضى، وفقاً لخبراء الصحة النفسية، هو نهج متكامل يجمع بين: التدخل الطبي عند الضرورة، برامج تعديل سلوكي مدروسة، دعم نفسي مستمر، وبيئة داعمة للتغيير. هذا النهج الشامل يعزز فرص النجاح طويل المدى في معركة السمنة التي أصبحت وباءً عالمياً.
يمثل تصريح الدكتور خالد النمر دعوة للتفكير بعمق في مقاربتنا لمشكلة السمنة. فبدلاً من البحث المستمر عن حلول سريعة وإجراءات طبية متطورة، ربما حان الوقت للتركيز على جذر المشكلة: علاقتنا النفسية والسلوكية مع الطعام. التحدي الحقيقي يكمن في بناء عزيمة قوية وتغيير طريقة التفكير، وهي معركة شخصية صعبة لكنها تحمل وعداً بحياة صحية مستدامة.
#الصحة_العامة #خالد_النمر #تحدي_السمنة #الغذاء_الصحي #صحتك_أولاً