الأزمة التجارية العالمية: الأسواق تسجل أسوأ أداء منذ جائحة كورونا والصين تتجه نحو الذهب

أطلقت الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الاضطرابات العالمية، مُحدثة تأثيرات متلاحقة في أسواق النفط والأسهم والعملات. وتتجه هذه الأسواق لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي لها منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020، مما يعكس حجم المخاوف العالمية من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق.
انخفاض حاد في أسعار النفط
بالخطوات.. طريقة استبدال رخصة القيادة السعودية والأجنبية عبر أبشرالمرور السعودي يوضح آلية حجز موعد لاستبدال رخص القيادة عبر أبشر 1446
شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 2% في تعاملات الجمعة، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.28 دولار لتصل إلى 68.86 دولار للبرميل. وبالتوازي، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 1.29 دولار لتستقر عند 65.66 دولار للبرميل.
ويرى محللون في "بي.إم.آي" أن تأثير الرسوم الجمركية لم يقتصر على العقود قصيرة الأجل، بل امتد إلى العقود الآجلة الأطول أمداً. كما أن التداعيات السلبية طالت الاقتصادات الآسيوية الناشئة التي تمثل سوقاً حيوية لنمو استهلاك النفط عالمياً.
أوروبا تواجه خسائر فادحة
هل تقف أوروبا على حافة ركود اقتصادي بسبب السياسات الأمريكية الجديدة؟
سجلت الأسهم الأوروبية خسائر حادة، مع تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.9% اليوم، ليصل إجمالي خسائره الأسبوعية إلى 4.4%، مسجلاً أكبر انخفاض أسبوعي منذ يونيو 2022.
وقد تأثرت القارة العجوز بشكل مباشر من فرض رسوم جمركية أمريكية بلغت 20% على صادراتها، مما دفع المتعاملين إلى زيادة توقعاتهم بتخفيض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في محاولة لإنقاذ النمو الاقتصادي المتعثر.
وكان قطاع البنوك الأوروبي الأكثر تضرراً بين القطاعات، حيث تكبد خسائر بلغت 3.8%. وأظهرت البيانات الصادرة اليوم ركود الطلبيات الصناعية في ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، خلال فبراير الماضي، مع تعديل بيانات يناير بالزيادة، مما يشير إلى أن القطاع الصناعي الألماني قد يكون وصل إلى أدنى مستوياته، لكن مع توقعات بتعافٍ بطيء.
الأسواق اليابانية في مهب الريح
لم تسلم الأسواق اليابانية من تداعيات الأزمة، حيث هبط المؤشر نيكي بنسبة 2.75% عند الإغلاق، مسجلاً تراجعاً أسبوعياً بنسبة 9%، وهو الأكبر منذ مارس 2020. كما وصل المؤشر إلى أدنى مستوياته منذ أوائل أغسطس الماضي.
ونقلت وكالات الأنباء عن محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، تصريحات تؤكد أن البنك المركزي سيدرس تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصاد البلاد عند تحديد السياسة النقدية المقبلة، محذراً من أن الرسوم المرتفعة ستؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي والمحلي.
الصين تلجأ للذهب كملاذ آمن
في خضم هذه الاضطرابات، برزت الصين كلاعب استراتيجي يعيد ترتيب أوراقه، حيث شهدت أكبر مستهلك للذهب في العالم ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على المعدن الأصفر هذا الأسبوع، مع تزايد عمليات الشراء للملاذات الآمنة وسط مخاوف تصاعد الحرب التجارية.
وفي مؤشر واضح على زيادة الإقبال، فرض التجار الصينيون علاوة سعرية تراوحت بين 6 و13 دولاراً للأوقية فوق أسعار المعاملات الفورية بالسوق العالمية، بعدما كانت تتراوح بين خصم 4 دولارات وعلاوة دولار واحد فقط الأسبوع الماضي.
مستقبل غامض للاقتصاد العالمي
مع تفاقم التوترات التجارية واستمرار السياسات الحمائية الأمريكية، تقف الأسواق العالمية على مفترق طرق خطير. وبينما تتخذ البنوك المركزية في أوروبا واليابان إجراءات وقائية، يبقى السؤال المحوري: هل ستتمكن الاقتصادات العالمية من تجاوز هذه الأزمة أم أننا على أعتاب ركود اقتصادي عالمي جديد؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة، لكن المؤشرات الحالية تنذر بمرحلة صعبة على المستثمرين والأسواق حول العالم.
#الأزمة_التجارية_العالمية #الذهب_ملاذ_آمن #قرارات_ترامب_الاقتصادية #انهيار_الأسواق_العالمية #الحرب_التجارية