هل تعاني من التعب رغم النوم لساعات كافية؟ 6 علامات مقلقة تستدعي زيارة الطبيب

 اضطرابات النوم، الأرق
كتب بواسطة: محمد سالم | نشر في  twitter

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد متطلباتها، أصبح النوم الجيد ترفاً لا يستطيع الكثيرون الحصول عليه. لكن ما قد يبدو مجرد إرهاق عابر أو ليلة أرق قد يكون في الحقيقة جرس إنذار يدق منبهاً لحالات صحية كامنة تستدعي الانتباه الفوري.

فخبراء الصحة يحذرون من أن اضطرابات النوم المزمنة تحولت إلى "وباء صامت" يتسلل إلى حياة الملايين دون أن يلحظوه، مؤثراً على كل جانب من جوانب الصحة البدنية والنفسية. فمتى يجب أن تقلق بشأن نومك؟ وما هي العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب قبل أن تتفاقم المشكلة؟

جامعة الأمير سطام تعلن فتح باب استقبال طلبات الالتحاق ببرامج الدراسات العليابدء منع دخول مكة دون تصريح اعتبارًا من اليوم.. "الأمن العام يحذر"

 

العلامات التحذيرية الست: مؤشرات لا ينبغي تجاهلها

 

1. التعب المستمر رغم النوم الكافي

لماذا هي علامة مقلقة؟

يوضح الدكتورة ديبورا لي، المتخصصة في طب اضطرابات النوم، أن الشعور بالإرهاق المستمر رغم الحصول على ساعات نوم كافية ظاهرياً يعد مؤشراً خطيراً لا يمكن تجاهله. "هذا النمط يشير غالباً إلى أن نوعية النوم رديئة، حتى لو كانت مدته مناسبة،" كما تقول.

الأسباب المحتملة:

  • انقطاع النفس النومي الذي يسبب توقفات متكررة في التنفس أثناء النوم
  • متلازمة النوم القهري (النارُكوليبسي) التي تسبب نعاساً شديداً خلال النهار
  • اضطرابات الغدة الدرقية التي تؤثر على مستويات الطاقة
  • نقص الحديد أو فقر الدم الذي يقلل من كفاءة نقل الأكسجين في الجسم

 

2. صعوبة الخلود للنوم أو الاستمرار فيه

لماذا يجب الانتباه لها؟

تؤكد الدكتورة لي أن المعاناة المستمرة من صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل ليست مجرد إزعاج بسيط. "إذا استمرت هذه المشكلة لأكثر من ثلاثة أسابيع، فهي تستدعي التقييم الطبي،" وتضيف: "فهذه الحالة قد تكون علامة على اضطرابات أعمق تؤثر على صحتك العامة."

الحالات المرتبطة بهذه العلامة:

  • الأرق المزمن
  • اضطرابات القلق والتوتر
  • الاكتئاب
  • متلازمة تململ الساقين
  • آثار جانبية لبعض الأدوية
  • اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية

 

3. التقلبات المزاجية الحادة والتهيج المستمر

 

الارتباط بين المزاج والنوم:

تشرح الدكتورة لي العلاقة الوثيقة بين جودة النوم والاستقرار النفسي قائلةً: "النوم الجيد أساسي لتنظيم المزاج، فخلال النوم يعالج الدماغ المشاعر ويعيد برمجة استجاباتنا العاطفية. عندما نحرم من النوم الكافي، تتأثر المناطق المسؤولة عن التحكم العاطفي في الدماغ."

التأثيرات السلبية للحرمان من النوم على المزاج:

  • زيادة الاستجابات الانفعالية للمواقف اليومية
  • انخفاض القدرة على التكيف مع الضغوط
  • ارتفاع خطر نوبات الغضب المفاجئة
  • زيادة أعراض القلق والاكتئاب
  • تفاقم الاضطرابات النفسية الموجودة مسبقاً

 

4. ضعف التركيز ومشكلات الذاكرة

 

تأثير النوم على الوظائف المعرفية:

"خلال النوم العميق، يقوم الدماغ بترتيب وتخزين المعلومات المكتسبة خلال اليوم،" كما توضح الدكتورة لي. "حرمان الدماغ من هذه العملية الحيوية يؤدي إلى ضعف الأداء المعرفي واضطراب الذاكرة."

المظاهر المقلقة لتأثر الإدراك:

  • الشعور بـ "ضبابية الذهن" وصعوبة التفكير بوضوح
  • تراجع القدرة على التركيز وإكمال المهام
  • نسيان التفاصيل اليومية والمواعيد المهمة
  • صعوبة في التعلم واستيعاب معلومات جديدة
  • بطء في اتخاذ القرارات وحل المشكلات

 

5. تفاقم الأمراض المزمنة الموجودة مسبقاً

 

العلاقة الخطيرة بين النوم السيئ والأمراض المزمنة:

تحذر الدكتورة لي من الحلقة المفرغة التي يمكن أن تنشأ بين اضطرابات النوم والأمراض المزمنة: "النوم السيئ يمكن أن يزيد من حدة الأمراض الموجودة مسبقاً، وفي المقابل، فإن هذه الأمراض تؤثر سلباً على جودة النوم، مما يخلق دائرة خطيرة من تدهور الصحة."

الحالات الصحية التي تتأثر بشدة بقلة النوم:

  • ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية
  • مرض السكري وضعف السيطرة على مستويات السكر في الدم
  • الالتهابات المزمنة واضطرابات المناعة
  • أمراض الجهاز الهضمي كمتلازمة القولون العصبي
  • الآلام المزمنة واضطرابات العضلات والمفاصل

 

6. الحوادث والإصابات المرتبطة بالنعاس

 

المخاطر الحقيقية للنعاس النهاري:

"الإرهاق الناتج عن قلة النوم يؤثر على اليقظة والتركيز، مما يزيد من مخاطر الحوادث في المنزل والعمل وأثناء القيادة،" تؤكد الدكتورة لي. وتضيف: "بعض اضطرابات النوم مثل المشي أثناء النوم أو السلوكيات الأخرى المرتبطة بمراحل النوم تشكل خطراً حقيقياً على سلامة الشخص."

العلامات التحذيرية للنعاس الخطير:

  • الميل للنوم المفاجئ أثناء الأنشطة اليومية كالقيادة أو العمل
  • حالات السقوط أو الاصطدام بسبب الإرهاق
  • المشي أثناء النوم أو سلوكيات غريبة خلال فترات النوم
  • الكوابيس المتكررة أو نوبات الفزع الليلي
  • صرير الأسنان الشديد (الجز) الذي قد يسبب آلاماً في الفك والصداع

 

الخطوات العملية والحلول

 

لا يجب التعامل مع اضطرابات النوم باستسلام أو اعتبارها جزءاً طبيعياً من حياة العصر الحديث. فمعظم هذه المشكلات قابلة للعلاج، وكلما كان التدخل مبكراً، كانت النتائج أفضل.

متى يجب استشارة الطبيب؟

  • إذا استمرت أي من العلامات السابقة لأكثر من أسبوعين
  • عند ملاحظة تأثير واضح على أدائك اليومي أو صحتك العامة
  • إذا صاحب اضطرابات النوم أعراض جسدية أخرى مثل الصداع المزمن أو آلام الصدر
  • عند وجود أي سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم تقلق شريك حياتك

 

خطوات تحسين جودة النوم

 

  • الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ حتى في عطلات نهاية الأسبوع
  • تهيئة بيئة نوم مريحة ومظلمة وهادئة
  • تجنب الكافيين والكحول والوجبات الثقيلة قبل النوم
  • الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل لتهدئة العقل قبل النوم

 

لا يمكن المبالغة في أهمية النوم الجيد لصحتنا الشاملة. فهو ليس مجرد وقت للراحة، بل عملية معقدة وحيوية يقوم خلالها الجسم بإصلاح نفسه، والدماغ بترتيب أفكاره وذكرياته. إن التنبه للعلامات التحذيرية واتخاذ إجراءات مبكرة يمكن أن يكون الفرق بين معاناة صحية مستمرة وحياة صحية متوازنة.

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية