اتفاقية تاريخية: المملكة تدخل عصر صناعة أدوية السكري والسمنة المبتكرة

في خطوة تاريخية تعكس الرؤية الطموحة للمملكة نحو الاكتفاء الذاتي في المجال الدوائي، وقّعت شركة الاستثمارات الدوائية "لايفيرا" مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية العملاقة لتوطين صناعة علاجات GLP-1 المبتكرة للسكري والسمنة في المملكة.
رسوم سنوية على المباني المهجورة.. تعديلات نظام الأراضي البيضاء تشمل العقارات الشاغرةاللقاء المنتظر.. موعد مباراة النصر ضد كاواساكي في دوري أبطال آسيا للنخبة 2025بيولي: سنبلغ قصارى جهدنا من أجل بلوغ الدور النهائي…ومباراة كاواسكي ليست سهلةمن أجل تطوير الخدمات الصحية…وزارة الصحة السعودية تطلق خدمة المسح الصحي العالمي
جرت مراسم التوقيع بحضور وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، في خطوة تؤكد أهمية هذه الاتفاقية على المستوى الوطني. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود وزارة الاستثمار المتواصلة لاستقطاب وتطوير الاستثمارات النوعية في قطاع التقنية الحيوية، الذي يعد من القطاعات الواعدة ضمن رؤية المملكة 2030.
وتعد المملكة من الدول ذات المعدلات المرتفعة في انتشار أمراض السكري والسمنة وفقًا للإحصاءات الصحية، مما يجعل توطين صناعة هذه العلاجات خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الدوائي وخفض التكاليف العلاجية. وتكتسب الاتفاقية أهمية خاصة كون المملكة أصبحت أول دولة خارج موطن الشركة (الدنمارك) تحصل على موافقتها لتوطين تقنية تصنيع هذه الفئة المبتكرة من الأدوية.
كما تتضمن مذكرة التفاهم ثلاثة محاور رئيسية ستحدث تحولاً جذريًا في المشهد الدوائي بالمملكة. أولها توطين الإنتاج المحلي لتلبية الطلب المتزايد على علاجات GLP-1 بما في ذلك المنتجات الرائدة مثل السيماغلوتيد المعروف تجاريًا باسم "أوزمبيك" و"ويغوفي"، مما سيضمن توافر هذه العلاجات المبتكرة للمرضى السعوديين بشكل مستدام.
وتشمل الاتفاقية إنشاء مركز إقليمي لتصنيع هذه العلاجات المتطورة، مما سيعزز مكانة المملكة الاقتصادية والصحية في المنطقة. وسيتيح المحور الثالث المتمثل في المنشآت التصنيعية الحديثة - التي ستُقام وفق أعلى المعايير العالمية - فرصة تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق الإقليمية والدولية، مما يدعم التنويع الاقتصادي ويفتح آفاقًا جديدة للصادرات السعودية غير النفطية.
تعد علاجات GLP-1 ثورة في عالم الطب، إذ تعمل هذه العلاجات المبتكرة على محاكاة هرمون الأمعاء الطبيعي المسمى GLP-1 (ببتيد شبيه بالجلوكاجون-1)، والذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ويقلل من الشهية، مما يجعلها فعالة بشكل استثنائي في علاج كل من مرض السكري من النوع الثاني والسمنة.
وتشير الدراسات العالمية إلى أن هذه العلاجات قد تساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 20%، مما يعني أن توطين صناعتها سيكون له تأثير إيجابي مباشر على المنظومة الصحية في المملكة، وتقليل العبء الاقتصادي لهذه الأمراض المزمنة. وتمثل هذه الاتفاقية خطوة محورية نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، وبناء قاعدة صناعية متطورة في مجال الأدوية بالمملكة.