لأول مرة منذ التصعيد.. الصين تدرس مقترحاً أمريكياً للتفاوض حول الرسوم الجمركية .. التفاصيل

للمرة الأولى منذ اشتعال الحرب التجارية بينهما، أكدت بكين رسمياً تلقيها مقترحات من واشنطن للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الطرفان على بعضهما البعض. وفي تطور يحمل بوادر انفراجة محتملة في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها "تقوم حالياً بتقييم" المقترح الأمريكي.
ضبط 19328 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوعالقبض على مقيمين لترويجهما 11,598 قرصًا من مادة الإمفيتامينبعد الاستغناء عن خدماته…الكشف عن قيمة الشرط الجزائي في عقد جيسوسقدم الآن: تجمع مكة الصحي يعلن عن فتح باب التوظيف في عدد من الوظائف الشاغرة به
فقد أشارت الوزارة في بيان رسمي إلى أن "الولايات المتحدة بادرت مؤخراً في مناسبات عديدة إلى نقل معلومات إلى الصين، مفادها أنها تأمل في التباحث" حول ملف الرسوم الجمركية المتبادلة. يأتي هذا التصريح بعد أسابيع من تصعيد غير مسبوق، حيث فرضت واشنطن في أبريل الماضي رسوماً جمركية تصل إلى 145% على العديد من وارداتها الصينية، ردت عليها بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، قد صرح مراراً بأن الصين هي من طلبت إجراء المحادثات - وهو ما نفته بكين بشدة سابقاً. لكن موقف الصين اليوم يكشف عن تحول طفيف قد يمهد الطريق لحوار تجاري، خاصة بعد تأكيد ترامب الأربعاء أن "فرص" التوصل إلى اتفاق بين الجانبين "قوية جداً".
مع ذلك، وضعت بكين شروطاً واضحة لأي مفاوضات مستقبلية، حيث شددت وزارة التجارة على أنه "إذا كانت الولايات المتحدة تريد التحدث، فيجب أن تُظهر صدقها، وأن تكون مستعدة لتصحيح ممارساتها السيئة وإلغاء التعرفات الجمركية الأحادية الجانب". وحذرت الوزارة من أن "قول شيء وفعل شيء آخر، أو حتى محاولة الإكراه والابتزاز تحت ستار المفاوضات، لن يُجدي نفعاً".
يرى البروفيسور وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة فودان بشنغهاي، أن الصين ستواصل سياسة الحزم في تعاملها مع الملف. وقال لوكالة فرانس برس: "بالطبع، تأمل الولايات المتحدة في بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن، لكن موقفنا هو: يتعين عليكم أولاً اتخاذ تدابير تظهر صدقكم".
تأتي هذه التطورات في وقت منحت فيه إدارة ترامب مهلة 90 يوماً تنتهي في يوليو المقبل لعدد كبير من الدول، لإتاحة المجال أمام إجراء محادثات مع واشنطن لتجنب رسوم جمركية أعلى. في المقابل، تعهدت بكين بخوض حرب تجارية "حتى النهاية" إذا لزم الأمر، حيث نشرت وزارة الخارجية الصينية هذا الأسبوع مقطع فيديو أكدت فيه أن البلاد "لن تركع".
وأقرت الصين بأن اقتصادها المعتمد على التصدير يواجه تحديات بسبب "التغير المفاجئ" في السياق العالمي. كما شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً مفاجئاً في إجمالي ناتجها المحلي خلال الربع الأول من العام الحالي، بسبب ارتفاع حاد في الواردات قبل سريان الرسوم الجمركية الجديدة.
ورغم الحاجة الاقتصادية المتزايدة للبلدين للتوصل إلى اتفاق، يرى جا-إيان شونغ من الجامعة الوطنية في سنغافورة أن "أياً من الجانبين لا يرغب في الظهور بمظهر الضعيف". فيما اعتبر المحلل ستيفن إينيس من مؤسسة "إس بي آي" لإدارة الأصول أن تصريحات بكين الأخيرة تمثل "غصن الزيتون الأول" في الحرب التجارية، مضيفاً: "على الورق، تلوح العاصمتان برايات الوفاق. لكن مع التدقيق نجد أن الطريق لا يزال مزروعاً بالألغام".